أخبار عاجلهأخبار عالميةبرلمان بلدنابلاد الدهبتقاريرغير مصنفمحافطاتمحلياتمقالات

أحمد صابر يكتب : وهم المشروعات الصغيرة و إشكالية غياب الرؤية !!!!

و يستمر وهم المشروعات الصغيرة دون جدوي سوي أرقام وإحصائيات تذكر توفير فرص عمل وزيادة دخل يتم رفعها لصناع القرار علي انها نجاحات فعليه وما هي إلا وهم لذيذ يشبه حقنه المخدر ليعيش الجميع في هذا الوهم اللذيذ بعيدا عن الواقع المرير ، هذا الواقع الذي ينعكس في صورة من ينتظرون كراتين السلع الغذائية في المناسبات المختلفة وهو ما يكشف فشل سياسات المشروعات الصغيرة فعليا بعيدا عن بعض النماذج التي لا تمثل الواقع رغم محاولات صناع القرار بوضع أطر قابله للتنفيذ لكنها تحتاج لمن يمتلك الرؤية والفكر لتفعيلها علي أرض الواقع فتكون النتيجة لا شيء .

لو نظرنا لما يسمي بمشروعات صغيرة وتمكين إقتصادي حسب المصطلح الجديد لوجدناها أفكار عقيمة تشبه الوجبات سابقة التجهيز تضر أكثر مما تنفع ربما الواقع يؤكد صدق ما أقول لو وضعنا مثلا عدد المشروعات الصغيرة التي تم تنفيذها تحت مسمي تربية ماشية وأغنام وقارنا ذلك بأزمة إرتفاع أسعار اللحوم وكم ما نستوردة من لحوم تكلف خزينة الدولة مليارات من العملة الصعبة هذا يؤكد فشل هذه المشروعات بل و وهميتها فلو كانت فعليه أو ذات جدوي لإنعكس ذلك علي أسعار اللحوم أولا وعلي فاتورة إستيرادها وهو الأهم ثانيا .

الجانب الثاني غياب الرؤية لإقامة مشروعات إنتاجية تمكن من إستغلال وفرة الأيدي العاملة لشبابنا تحفظهم وتستفيد من الطاقات الهائلة لديهم فسوق العمل يستقبل سنويا مئات الألاف من خريجي التعليم الفني لا يجدون فرصة عمل وهو أحد أسباب توجه الدولة لتفعيل فكر المشروعات الصغيرة الإنتاجية لكن الفكر العقيم وإنعدام الرؤية في المستويات القاعدية يفقد الفكرة قيمتها وجوهرها والهدف منها فيكون المتاجرة بالوهم بأرقام وإحصائيات هي والعدم سواء من حيث التأثير في الواقع وتكون النتيجة مزيد من إهدار لمقومات الدولة و ما توفرة من أجل خلق فرص عمل حقيقية تضيع بين مخالب من يبحثون ويلهثون خلف المكافأت والمكاسب الشخصية و يتجرع الجميع مخدر الوهم اللذيذ المواطن الذي يجد نفسه مطالب بسداد قيمة ما حصل عليه وصانع القرار الذي يجد نفسه أمام كذبة كبري من أرقام تتحدث عن فرص عمل لا وجود لها .

إذا ما الحل ؟  لا مفر ولا بديل من وجود رؤية عامة وفق إستراتيجية قومية تحدد أنماط مناسبة وقوالب من المشروعات تتخذ من نمط المساهمة لإقامة مشروعات إنتاجية تستغل وتستخدم ما يناسب بيئة كل منطقة جغرافية علي أن تكون مسئولية التنفيذ تحت إشراف متخصصين ولا تترك الأمور لمن لا يمتلكون رؤية أو فكر اقتصادي ويكون هناك هدف يسعي الجميع لتحقيقه و لنا في كثير من الدول التي حققت طفرات إقتصادية كبيرة من خلال المشروعات الصغيرة الفعلية و ليست مشروعات فنكوش ، مش كده ولا اييييييه ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: