يتسأل بعضنا عن الإختلاف الكبير بين سلوك أفراد المجتمع الفعلية في حياتهم والنمط السلوكي الذي يمارسونه من خلال إستخدام التكنولوجيا الحديثة وأقصد هنا الإنترنت ومواقع التواصل الإجتماعي سلبأ أو إيجابا .
فعلي الرغم من العلاقة الوثيقة بين الفكر من ناحية والأفعال أو السلوك من ناحية أخري ،إلا أن التغيرات التي نطرأ علي أنماط حياة الإنسان في المجتمعات بما فيها من مشكلات تؤثر بشكل كبير في سلوكيات الأفراد كذلك الحال في إنتقال المجتمع من النمط الزراعي الي النمط الصناعي ،فكل مجتمع له خصائصة وقيمه المجتمعية التي تنعكس علي العلاقات الإنسانية والإجتماعية و هذا يتضح من فهم الإنتقال من نمط ثقافي كان فيه تلقي المعلومه او الفكر أو قل الثقافة من خلال الكتاب أو الصحف أو الإذاعة ثم التلفزيون مرورا بالقنوات الفضائية و السماوات المفتوحة الي مرحلة ثورة الإتصالات والإنترنت و مواقع التواصل الاجتماعي.
نجد من ذلك أن لكل مرحلة منها خصائص لأنماط السلوك والعلاقات الإجتماعية، مثال لذلك مرحلة نمط المجتمع الزراعي حيث قوة العلاقات الإجتماعية والسلوكيات ذات النمط المنضبط بفعل القيم والتقاليد والعادات المتوارثة حتي بساطة المشكلات الحياتية التي لا يخلو منها مجتمع مرجع هذا لطبيعة نمط المجتمع الزراعي كما ذكرت سابقا علي العكس من ذلك تماما في نمط المجتمع الصناعي حيث تحولت الحياة الي حياة جافة صارمه اكتسبت من الألات صفاتها وضجيجها وصخبها الذي أغتال الهدوء والسكينه التي ميزت المجتمع ذو النمط الزراعي فإنزوت العلاقات الإجتماعية وأصابها الوهن وصولا الي عصر التكنولوجيا الحديثة و ثورة الإتصالات و الإنترنت و مواقع التواصل الاجتماعي حيث العالم الإفتراضي .. حيث كل شيء مباح فلا رقيب ولا ضابط علي السلوكيات والعلاقات والأراء والأفكار وهو ما فجر مخزون ضغوط وكبت المجتمع الصناعي وجموحها نحو الغرائز والإنحرافات الفكرية والسلوكية ،فالجميع يمارس ما يحلو له ويشعر معه بالإشباع سواء الغريزي أو الفكري المنحرف بطبيعة الحال بعد أن يتخلص من قيود القيم والتقاليد والسلوكيات المكتسبة عندما ينفرد بنفسه خلف شاشة الحاسب أو الهاتف اللوحي في أوقات طويله .
حالة من الإنفصام والخرس أصابت حتي العلاقات الأسرية وهنا تكمن الخطورة وعلي الجميع أن يعلم أننا مقدمون علي مرحلة الخطر الحقيقي.