تناولنا في المقال السابق مفهوم الأزمة و تعريفاتها و النظريات الخاصة بها ،وكما وعدت أستكمل الحديث عن جانب أخر عن الأزمات ،و هنا أقصد أنواع الأزمات ، و تنقسم الي أزمات طبيعية مثل الكوارث الطبيعية و هي الأخطر علي حياة الأنسان ، كونها تكون خارج عن السيطرة و التوقعات في الغالب ،وذات تأثير كبير .
ثانيا :أزمات صناعية مثل أزمة تسرب غاز من مصنع أو حريق ضخم ، و هناك نوع ثالث من الأزمات من حيث تكرار الحدوث و منها ما هو دوري و متكرر ،ومنها ما يحدث بصورة مفاجئة و غير تكرارية ، جانب أخر من الأزمات يتمثل في مراحل تكوينها و أوجزها الخبراء في خمسة مراحل هي :مرحلة الكمون أو السكون ، ثم مرحلة النمو ، ثم مرحلة النضج ،ثم مرحلة الانحسار و أخيرا مرحلة الانتهاء و الاختفاء .
و من حيث العمق فهناك أزمات سطحية و أخري عميقة ، هذا بالإضافة لازمات تصنف من حيث المجال و منها أزمات معنوية و أخري مادية ، فالمعنوية ترتبط بالأشخاص والمادية ترتبط بالنواحي الاقتصادية ،هذا بجانب الازمات الأكثر اثر سلبي و هي الطبيعية .
و الازمات تمر بمراحل في ادارتها للتغلب علي الاثار المتوقعة أو المحتملة و هي خمسة مراحل أولها اكتشاف إشارات الإنذار المبكر للأزمة مثل توقعات الأرصاد الجوية بموجة سوء طقس أو أمطار غزيرة ،المرحلة الثانية مرحلة الاستعداد والوقاية ففي حالة توقع موجة من سوء الطقس و الأمطار يتم رفع درجات الاستعداد و تجهيز مستقبلات الأمطار و السيول و مخرات السيول خارج الكتلة السكنية من جانب ،ومن جانب أخر رفع درجة استعداد و تأهب أطقم المرافق و غرف العمليات الخاصة بإدارة الأزمات في نطاقها و مركزيا لمتابعة الموقف لصاحب القرار .
ثالث مرحلة من مراحل أدارة الازمة تشمل غرف أدارة الأزمات و البيانات و الاحصائيات و تعامل الأجهزة المختصة و توزيع أدوارها المسبق .
المرحلة الرابعة و التي يشارك فيها جميع الأطراف علي المستوي الرسمي و الأهلي مرحلة احتواء الأضرار و حصرها و الحد من أثارها السلبية علي الأفراد و المنشأة و المؤسسات و الخدمات المختلفة .
و نصل للمرحلة الخامسة من مراحل أدارة الازمات و هي مرحلة هامة للغاية و هي التعلم و تعني بدراسة الازمة ذاتها و ما ترتب عليها من أزمات و دراسة البيانات و الاحصائيات و العمل علي وضع خطط مستقبلية لمعالجة أوجه القصور و الثغرات التي ظهرت خلال أدارة الازمة و ترجع أهمية هذه المرحلة لوضع سيناريوهات مستقبلية للحد من الأثار السلبية للازمات خاصة الطبيعية منها .
و نلتقي في مقال قادم لنستكمل فن أدارة الأزمات مفاهيم ومهارات .