أخبار عاجلهفنونمقالات

دكتورة شيماء السامرائي تكتب : لمحة عن الفنون الشعبية في العراق

كتبت د: شيماء السامرائي
عصرية بغدادية على شواطئ دجلة في كرخ بغداد السلام جدتي تجلس على عتبة الباب وهي ترتدي العباء البغدادية والجرغد والشيلة وتخبئ تحت عباءتها كيس الچكلية (قطع حلويات صغيرة مغلفه تشبه النوجة أو التوفي) سألتها لمن؟
اجابتني عرس شاب وسيم من شباب المنطقه حسننا ولمن كيس الچكلية اجابتني اطشها ويهليه (رمي الحلويات على الشخص المتزوج أو المتخرج أو الطفل المطهر أو البنت الناجحة أو حين تعيينها أو تخرجها من البكالوريا) على العريس وشباب الچوبي وبداءت الهلاهل (الزغاريد) تهز أرجاء الشارع وصوت المطبك والطبل وشباب الچوبي.

الچوبي ماذا يعني؟
الچوبي هي رقصة عراقية بدوية وقروية وحضرية الان يرقصها جماعة على هيئة حلقة مفتوحة ، وتُسمّى في الشام دبكة، وهي تمارس غالباً في المهرجانات والاحتفالات الأعراس. تتكون فرقة الچوبي من مجموعة من الأشخاص وتكون ما بين شخصين إلى عشرة أشخاص واكثر يدعون بالجوابه ” اهل الچوبي
الآلة المستخدمة في العزف هي ( المطبق أو المطبج أو المطبك ) تشبه آلة الناي ولكنه ثنائي الأنبوب ( من انبوبين) لذلك سمي بالمطبق …(أي الشي المزدوج) وآلة الايقاع المستخدمة اسمها ( الدمام ) عبارةعن طبلة كبيرة قطرها يتراوح بين 50 – 70 سنتمتر وكذلك استخدام طبل ” وعازف الطبل و المطبج (إله العزف . والچوبي هي رقصة شرقية جماعية معروفة في شمال ووسط وجنوب العراق
موجودة في مدينة الرمادي في محافظة الأنبار وصلاح الدين وبغداد وأيضا توجد هذه الرقصة في شمال العراق في محافظة كركوك وبالتحديد في قضاء الحويجة يسمى “چوبي الحويجة” وهناك چوبي ثاني تسمى لعبة الساس ( هي اللعب بالسيوف) تميز هذأ الچوبي بمحافظة كركوك
وفي محافظة الموصل چوبي الدحاه ( جرن ومعضد) يد بيد رجل وأمراء
وتشتهر بها منطقة ربيعة وهي المنطقه الوحيدة التي تنزل بها النساء فقط.

ويوجد في باقي محافظات الشمال الجوبي الكردي.
            الشكل العام للرقصة وللچوابة
الچوابة في الغالب يكون لهم اللباس التقليدي العراقي مع الإشارة إلى أن اللباس العراقي يختلف من محافظة إلى أخرى ففي مدينة بغداد تعرف الصاية البغدادية وفي شمال العراق تعرف الدشداشة العراقية والشماغ والعقال” واللباس الكردي” وفي وسط وجنوب العراق تعرف ” الدشداشة العراقية والعكال والشماغ العراقي “

اما شكل الرقصة : هي عبارة عن حركات متناسقة ومتكرره ورقصة الچوبي وتكون عن طريق مسكهم بيد بعضهم البعض وتكرار حركات معينه بنسق ثابت ومتكرر مع اختلاف رئيس الرقصة الذي يمسك مسبحة الچوبي (يسمى الروساني) اي قائد مجموعة الچوبي اي اول شخص فيهم والشخص الثاني ايضا يكون بارع باللعب من أجل إسناد الأول وفي بعض أجزاء من الرقص ينفصل لاعب الچوبي الأول والثاني لأداء حركات مختلفه تمشي مع الإيقاع ولكنها صعبه بعض الأشياء وتكون رائعة الجمال وهناك بعض الاختلافات في حركة الرقصه رغم تقارب الحركات حيث يشكلون الشباب حزام الجنوبي اما اطرف الدائرة تسمى الرأس (القائد) وفي وسط الدائرة شخصان آخران هما الرادود وهو منشد الاغاني والثاني الداكوك وهو عازف المطبك والطبل وتكون حركاتهم عبارة عن ثلاث مراحل.

المرحلة الاولى
تبداء هذه المرحلة بوقفة الراقصين وبشكل دائري
ويمسكو أيادي بعض ويدقون بارجلهم اليسار ويرفعونها بحدود نصف قدم عن الارض ثم يدقوها بالأرض بقوة
المرحلة الثانية
وتوصف بالعنف حيث يتم رفع الرجل اليمنى حوالي نصف قدم فيما ترفع اليسرى بمستوى ركبة اليمين ثم يدكون الأرض بكعابهم
المرحلة الثالثه
وتسمى التثليثة (وذلك بقفز اللاعبين بحيث تكون ارجلهم بنفس المستوى لثلاث مرات بسرعه وهم ينظمون الإيقاع
وهذا إحدى مراحل نوع من انواع چوبي الغربية فلكل منطقه بعض اختلافات .
فاچوبي الاكراد تراه مقتربين من بعض متمسكين ايدي بعض والكتاف متلاصقه وحركتهم سريعه وذلك يرجع للمناخ والطبيعة الجبلية.
أما في الموصل تجد الحركة بسرعة أقل من الأكراد ولكن مع مسك الأيادي وتلاصق الأكتاف اما في الوسط والغربية تجد مسكت اليد بجانب بعض مع نسبة تباعد وايقاء متوسط مع وموال طويل لمناخ المنطقة الصحراوي الذي يحتاجون وقت طويل في الاغاني وأيضا مسافات متباعده بسبب الحر .
أما في جنوب العراق يكون مسك اليد من الأكتاف متباعد وحركات سريعة من أجل إعطاء نسبة من التهوية والتبعاد لأن درجات الحرارة تكون عاليه جدا.
و لأغاني الچوبية لحن معين ،يرقص عليه أهل الچوبي ويتميز اللحن بصوت الطبل الذي يعطى الإيقاع العام للرقصة وتتنوع أغاني الچوبي الحديثة على سبيل المثال
من اغانية الفنانة العراقية الكبيرة لميعة توفيق
ياعين مولايتين ياعين موليه وجسر الحديد انقطع من الروحه والجية
غني الفنان الكبير كاظم الساهر
” لكعدلج على الدرب اكعود
حلو يام عيون السود
لصعد واقطعلج عنقود ياورد من البستاني
و” عيد وحب ”
وغنته الفنانة الكبيرة عفيفة اسكندر ” يا يمة انطيني الدربيل لنظر حبي واشوفه لبس عباها
شغل الدير تلمع مابين جتوفه
أما ” الأكثر رواجا ” في الغربية اغاني للفنان الدكتور سعد الحديثي المتخصص في الچوبي العراقي وبعض من اغنية
الناعورة
يابو كرد ناعورة
عشق الصغيرة
مثل الرمد بالعين
د.شيماءالسامرائي
دكتوراه في التربية فنية
وباحثة بالتراث العراقي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: