“ياعازفي اعزفني”
في ليلتي هذه ..
دعْ عنك وعنّي الكلام،
وهات كلّ أبجديّات الغرام…
ولتحترق في اللّغة…
كلّ أبجديّات الملام…
ولتعمَّ السّكينة…
وليغرقْ كلّ الكون في السّلام…
في ليلتي هذه…
دعْ العيون…
تغازل العيون…
وليكن الحديث….
بيني وبينك ذو شجون…
وأصغِ لنبض قلبيَ…
يناجيك ملىء السّكون…
يا سليل أبي الهول…
يا اله الفنون…
يا نشوة الرّوح….
يا بريق ذاك الجنون،
أيّها الطّائر الأسطوريّ،
ضمّني إليكَ أيّها الحنون…
في ليلتي هذه …
دعني أتحرّر بين ذراعيْك…
أيّها السّكران من غير مُدام….
اُسكبْ فرحي على تمثال الشّمع…
ليتفجّر فيَّ وفيك…
الحلم والإلهام…
أقمْ طقوس العشق هيّا…
فأنا رابعة العدويّة…
في ثنايا محرابك…
أتهجّد باسمك أيّها الإمام….
لك وحدك كلّ شعوري…
وقوارير عطوري…
يا بهجتي وسروري…
لبِّ اللّيلة كلّ اشتهاءاتي…
يا أوتار عودي…
يا كلّ دندناتي…
يا ربيع عمريَ الباقي…
يا خفق الفؤاد ومعبد انتشاءاتي…
في ليلتي هذه،
أذِبني قطعة سكر…
في بقايا اختلجاتك…
ألهبني فتيل نور…
في ثنايا ابتساماتك…
لا تلمني …
فقد ضاع منّي صوابي …
فأنا متمرّدة….
كريّات من شرر اللّهب…
وحده غرامك في ليلتي هذه…
يُدوّخني،
يبعثرني،
يلملمني،
يُسكرني،
يبعثني حوريّة تتبختر…
عل مشارف الأحلام….
بقلم”الشاعرة حياة بربوش” تونس
