أخبار عاجلهأخبار عالميةتقاريرفنون

دكتورة شيماء السامرائي تكتب : “محيبس” لعبة شعبية عراقية تنافس في الدوريات الخليجية

بدأت في عصر الخلافة وأصبح لها دوري ينظمها الأن

لعبة المحيبس في ليالي رمضان

شهر رمضان وبعد صلاة التراويح ارى جدتي تعد كمية كبيرة من عصير الزبيب
جدتي لقد فطرنا لم هذا العصير
اجابتني اولاد المنطقة يلعبون محيبس

ماهي لعبة ” المحيبس”
تعد لعبة “المحيبس” عادة رمضانية قديمة في العراق وكلمة محيبس هي تصغير لكلمة محبس التي تعني الخاتم وهو الخاتم الذي يتم البحث عنه من خلال اللعبة ،ولهذه اللعبة اسم آخر وهو بات، يقولون: يلعبون بات ويعود تاريخها إلى عهد الخلافة العباسية ، إذ يحكى أنها ظهرت بعد إخفاء أحد جلساء الخليفة لخاتم الخلافة وبدء تخمين مكان وجوده، فانتشر الخبر وراق الأمر للكثيرين، فلعبوها ومن ثم انتشرت إلى خارج القصر ببغداد .

 

 

و يعتمد اللأعبين على أنفسهم في إقامة هذا الدوري دون الحصول على أي دعم حكومي، علماً أن لهذه اللعبة خصوصية ونكهة بغدادية خاصة وعراقية عامة، بعكس الألعاب الأخرى التي ليس لها أصل عراقي ولها لجان ومؤسسات وأندية.

و الدوري “يضم (32) لاعبا من كل فريق وقد يصل الى ١٠٠ لاعب، والمباراة الواحدة تنتهي بـ(12) نقطة، والوقت المقرر لكل نزلة هو (5) دقائق، وإذا بقي (3) لاعبين ولم يحصلوا على المحبس تضاف للوقت دقيقتان.

ويكثر الإقبال عليها خلال هذا الشهر، لأنها تجمع بين متعة المباراة ولقاء الأهالي بمختلف مكوناتهم وانتماءاتهم.

وتعتمد اللعبة على إخفاء المحبس، وهو الخاتم في يد أحد أعضاء الفريق، الذي يتألف من عشرين أو ثلاثين عضوا، وينبغي على الفريق الثاني (الخصم) محاولة اكتشافه واستخراجه من بين 60 يد مقبوضة، كما تتطلب استخدام عبارات وكلمات خلال اللعب، إلى جانب أدب الجلوس وحسن التعامل مع الخصم، وصولا إلى هتافات المشجعين التي تزيد من حماسة اللاعبين. وكذلك يتخللها ﺍﻟﺠﺎﻟﻐﻲ ﺍﻟﺒﻐﺪﺍﺩﻱ، ﻭﻳﺒﺪﻭ ﺃﻥ ﻟﻔﻈﺔ (ﺟﺎﻟﻐﻲ) ﻓﻲ ﻧﻈﺮ ﺍﻟﺒﻐﺪﺍﺩﻳﻴﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﻨﻲ ﺣﻔﻠﺔ ﻏﻨﺎﺋﻴﺔ ﺗﻘﺎﻡ ﻓﻲ ﺍﻷ‌ﻣﺎﺳﻲ ﻭﻓﻲ ﻣﻨﺎﺳﺒﺎﺕ ﺍﻷ‌ﻓﺮﺍﺡ ، ﻭﺍﻷ‌ﻋﺮﺍﺱ وأثناء لعبة المحيبس، ﻭﺍﻟﺨﺘﺎﻥ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ. ﺯﻳﺎﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺠﺎﻟﻐﻲ ﺍﻟﺒﻐﺪﺍﺩﻱ ، ﻫﻲ ﻓﺮﻗﺔ ﻣﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﻛﺎﻧﺖ ﻭﻣﺎ ﺗﺰﺍﻝ ﺗﺮﺍﻓﻖ ﻗﺮﺍﺀ ﺍﻟﻤﻘﺎﻡ ﻭﺗﺘﺄﻟﻒ ﻣﻦ ﻋﺎﺯﻓﻲ ﺍﻵ‌ﻻ‌ﺕ ﺍﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ:-

(ﺍﻟﺴﻨﻄﻮﺭ.– ﺍﻟﺠﻮﺯﺓ – ﺍﻟﻄﺒﻠﺔ – ﺍﻟﺮﻕ – ﺍﻟﻨﻘﺎﺭﺓ)

ﻭﻳﻔﺘﺮﺽ ﺑﻌﺎﺯﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻵ‌ﻻ‌ﺕ ﺃﻥ ﻳﺠﻴﺪﻭﺍ ﺍﻟﻌﺰﻑ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻊ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺟﻴﺪﺓ ﺑﺎﻟﻤﻘﺎﻡ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻲ ﻭﺃﺻﻮﻟﻪ ﻷ‌ﻥ ﻣﻬﻤﺘﻬﻢ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﻌﺪﻯ ﺍﻟﻌﺰﻑ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻵ‌ﻻ‌ﺕ ﺇﻟﻰ ﺗﺮﺩﻳﺪ ﺍﻟﺒﺴﺘﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻐﻨﻰ ﻓﻲ ﺧﺘﺎﻡ ﺍﻟﻤﻘﺎﻡ.

ونعود إلى لعبة المحيبس وتبدأ هذه اللعبة بعد صلاة التراويح في شهر رمضان وتنتهي باقتراب موعد السحور أحياناً، .

وفي السياق، يقول وكانت هذه اللعبة في فترات ماضية تقام في المقاهي والطرقات والساحات، أما اليوم فلها دوري ينظم من قبل محترفي هذه اللعبة، ويضم فرقاً من جميع محافظات العراق، وكل فريق يضم (100) لاعب أثناء مباريات الدوري، أما إذا كانت خارج منافسات الدوري، فيكون عدد اللاعبين (30) فقط، ويمكن أن يزيد العدد أو ينقص قليلاً، وهناك فرق تميزت في بغداد لوجود لاعبين يتمتعون بالخبرة في هذه اللعبة كفرق (الكاظمية، الكفاح، الأعظمية، الشعلة)، ومن فرق المحافظات العراقية تكون بالمقدمة فرق (كربلاء، النجف، الحلة، الكوفة، الديوانية، ديالى).

وتعتمد هذه اللعبة على الفراسة، فالمحترف ينظر إلى عيون اللاعبين ووجوههم وحركات أيديهم وبذكائه وفطنته يستطيع الحصول على “المحبس” من يد الخصم، حيث يتغير الأخير غالباً حين يخبئ “المحبس” في يده، وتظهر على ملامحه بعض التغيرات، وهناك لاعبون مشاهير ومميزون يستطيعون بفراستهم جلب “المحبس” من الخصم بسهولة، مثل اللاعبين جاسم أسود وكريم الخطاط، وخالد عليوي، وسالمين، وصلاح أبو سيف، وعبد الله بروص وفاضل الكرادي وسالم النقاش، ومن الشباب حجي سهيل ومحمد الدجيلي في الوقت الحاضر، حيث يمكنهم كشف المحبس بسرعة.

يقول الحاج سهيل نجم مراد، والمشهور بـ(الحاج سهيل)، “يبدأ دوري اللعبة من أول يوم رمضان وينتهي بفوز أحد الفرق المتنافسة على لقب بطل العراق في آخر يوم من رمضان، وهذه البطولة تضم (32) فريقاً من كافة محافظات العراق، ونعتمد على العدد الفردي في البطولة (16 في 16) ثم (8 في 8 ثم (4 في 4) حتى يصعد للنهائي فريقان للمنافسة على لقب بطل الدوري و تعتمد بشكل عام على دراسة نفسية سريعة للفريق حامل المحبس من قبل الرجل الذي يحاول اكتشاف مكانه والذي يدعى بالعامية العراقية (الطاير)والدراسة تعتمد على مدى قابلية الطاير على اكتشاف بعض اعراض الخوف والقلق التي تظهر على حامل المحبس والخوف نابع من ان اكتشاف المحبس في يد حامله ستسبب في خسارة.

و توجد حالياً دورات للعب المحيبس على مستوى دول الخليج.

دكتورة شيماءالسامرائي
دكتوراه تربية فنية
وباحثة بالتراث العراقي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
advanced-floating-content-close-btn (adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});
advanced-floating-content-close-btn (adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});