نسيج واحد حضارة وتاريخ وطقوس وعادات تجمع شطري الشعب المصري العظيم بعد أن صهرت المحروسة كل الأطياف في تميز فريد ، و مع إحتفالات الأقباط بسبت النور أحد الأيام العظيمة للمسيحيين نتذكر طقوس كانت تجمع المسلم والمسيحي في صعيد مصر عشنا أيامها و نحن صبيه و نتذكر تفاصيلها .
الإستعداد لسبت النور أو (فج النور) كما كنا نسمعها من أمهاتنا رحم الله من رحل منهن و بارك في أعمار من بقين كان يسبق يوم السبت حيث إحضار نبات الغبيرة و هو نبات طبي ينمو علي الترع والمصارف المائية في الزراعات للإغتسال به لإبعاد الأمراض.
أما يوم سبت النور فكانت الجدات”جمع جده” والأمهات يوقظوننا في الصباح الباكر قبل شروق الشمس لنشهد مظاهر الإحتفال بيوم سبت النور حيث كسر البصل علي أعتاب البيوت ورش المياة لجلب الخير و السعادة وحفظ أهل الدار ثم تستعد الامهات ببصله مقشرة ومكحلة تسحب مرود المكحله وتغرسه في قلب البصله و تكرر ما فعلت حتي يسيل الكحل ممزوج بماء البصل ثم تنادي الأبناء واحد تلو الأخر ليكتحل بالكحل الممزوج بماء البصل و الإعتقاد هنا أن فعل ذلك في يوم سبت النور يزيد و يقوي الإبصار و يحمي و يحفظ العين و بعد الإنتهاء من حفلة الكحل تدعونا الأمهات لنفتح أعيننا في الأشجار الخضراء و النباتات والزراعات.
كل البيوت كانت تفعل ذلك مسيحيين ومسلمين في تناغم عجيب ربما تواري قليلا مع مظاهر التقدم وسطوة التكنولوجيا لكن تبقي الذكريات وأيامها الجميلة محفورة في الذاكرة لا تنسي حفظ الله مصر و شعبها بخير و دامت في أعياد .