دلج الى غرفة المكتبة التى لم يبطئها منذ سنوات واخذ يقلب عينيه بين كتبها التى غطاها الغبار وادركت اوراقها الصفار و التاكل فبعض منها قد اشتراه هكذا قديما من سور الازبيكية والبعض الاخر توراثه عن والده الذى لايعلم من اين حصل عليها والبعض الاخر من صديقه التى ضاقت امراته بالكتب فتخلص منها باهدائها اليه
وبينما كان يرتب بعض الكتب المتناثرة هن وهناك ويضعها على الرف برز له مختبئا من بين الكتب كتيب الذكريات “الاتوجراف ” فتلقفه ليعيد قرائته فتبسم وهو يقلب صفحاته ويقرا كلمات الذكرى التى كتبها اصدقائه فى اخر يوم لإنهائهم دراستهم الجامعية واخذ يتطلع الى كل اسم من اصدقائه الذى وقع اسفل كل ذكرى كتبها اليه هو يتذكر الأسماء لكن حاول جاهدا ان يتذكر وجوههم لكن كانما تلاشت من ذاكرته فقد مرت الأعوام وتلاشى كل شئ الا تلك الكلمات و الاسماء
دمعت عيناه وهو يقرا عتابه الحاد الحزين ابتداها ” الى ولدى الذى وعدنى واخلف وخذلني ………. وانهائها والدك المكلوم”
اغلق الأوتوغراف وتركه بين يديه وعاد بالسنين الى الوراء واسترجع ذاكرته المجهدة المتعبة كأنما فيلما سينمائيا صامتا وكأن ابيه امامه يحدثه:
ابى اعذرني لم اخذلك بإرادتي فسأبوح لك بسبب ذلك الوعد الذى اخلفته ولم استطيع ان اجرؤ او ابرر حينها ما حدث لي فانا يأبى تملكني الهوى وسيطر على العشق وسلبني إرادتي وحريتي وفكري وعقلي وكنت اصارع من اجل تحقيق حلمك وحلمى لكن جنية من بنى الانس اقتحمت بوجهها الباسم قلبي وحاولت ان تطرد كل ساكنيه وعندما فشلت اغلقته عليها في وجه الاخرين و تسللت الى عقلي واخذت ممحاة تمحو بها كل فكرة او معلومة او حلم او امل قاومت لكنني فشلت
صبت سمها الزعاف في قلبي فتعطل عقلي وخبت روحي وسامت نفسى وعجز جسدي وتلاشت أحلامي عندما ادركت ان فريستها قد انتهت رحلت لتبحث عن فريسة أخرى لكن بعد دمرت كل شيء
لو نظرت في عيني يأبى حينها لكنت ادركت اننى مصاب لكنني كنت اتجنب النظر في عينيك فانت كنت اعلم منى بالهوى فانت من قصصت على قصة زبيدة ويوسف لكنها لم تكن هي زبيدة و لا انا يوسف
كم كنت قاس يأبى حولت قلمك الى مشرط لتنكئي جرح معذرة يأبى لم تكن تعلم انه يخبئ جرح وانا خذلتك وحولت المشرط الى قلم وهو الان من بات يخذلني عقابا ولم يعد لدى مشرط او قلم
دخل عليه فجاءة وقد عاد من غربته فرحا وقد تخرج طبيبا اخرجه مما هو فيه قائلا :ارايت ماذا كتب لى أصدقائي في كتيب الذكرى “الأوتوغراف ” الن تكتب لى ذكرى ؟