بقلم : سلمى بزي
يمر الإنسان بالعديد من المراحل واللحظات الرائعة التي تترك أثراً في حياته ، ولعل أروعها وأنقاها هي مرحلة الطفولة. فهي المرحلة التي تقطر حباً وبراءةً وحناناً كما حدث مع علي ومريم، لا يتعدى عمرهما الثامنة، طفلين يفيضان حيوية وبراءة وخجلاً .
كان يوما صيفيا حارا وضحكات التلاميذ تعلو أسوار المدرسة عندما دق جرس المدرسة معلناً العودة إلى الصفوف.
كانت ضحكاتهم تسابقهم في ردهات الطوابق وحمرة النشاط تعلو وجوههم الا عليا ومريم ، فكلاهما دخلا الصف والبكاء أخذ من زفراتهما التي بالكاد يستطيعان التقاطها والدموع شقت طريقها على وجناتهم الطرية، أما لون عينيهما فقد اختفى لشدة انهمار دموعهما. فسألتهما عن سبب بكائهما فلم يجيبا لعدم قدرتهما على الكلام. هنا لاحظت ابتسامات التلاميذ وسمعت همساتهم إلى أن جاءت إحدى التلميذات وهمست باذني ان عليا ومريم يبكيان بسبب قول احد الاولاد لهما أنهما مغرمان ببعضهما وصار الاولاد يغنون ويصفقون لهما.
هنا رأيت انه يجب عليّ إيضاح بعض الأمور. فطلبت من مريم وعلي ” الحبيبين” بشرب الماء والذهاب لغسل وجوههما. وعند عودتهما سألت التلاميذ لماذا أمرنا الله ان نحب ام نكره بعضنا ؟ فأجابوا بصوت واحد ” ان نحب بعضنا” جواب التلاميذ أعطاني دفعاً وأملا باستكمال التوضيح. فقلت للتلاميذ كلنا لدينا أخوة واخوات ونحبهم تماما كما نحن الآن في هذا الصف.
نحن عائلة كبيرةوانتم أخوة واخوات ونحب بعضنا البعض، ورحت اعدد اسماءهم إلى أن وصلت لعلي ومريم، واوضحت لهم أننا بالحب نبني أنفسنا وحياتنا ومجتمعنا ووطننافتصبح الحياة مزهرة رائعة. هنا علا تصفيق التلاميذ وارتسمت البسمات على شفاههما الندية ومن ضمنهم “علي ومريم”.
انتهى إشكال الطفولةوفتحنا كتبناوكان عنوان الدرس ” “بالحب نبني”.