قصة قصيرة ..خيانة زوجية.. بقلم- علاء عبدالعظيم
بدأ الشجار يدب بين أحمد، وسميرة، ولايدري ماالذي حدث، وكأن عفريتا قد استقر في جسمها، فما عادت تستطيع أن تتبادل معه كلمة حنان واحدة، أو يرى في عينيها نظرة تشبه نظرات الحب التي كان يتمتع بها منذ زواجهما.
حاول معرفة سبب عفرتتها، وأخذ يهرش في رأسه، يقلب الامور على جميع اوجهها، يسأل نفسه.
هل يمنع عنها شيئا من النقود.. ابدا.. فها هي تخرج كل يوم وتعود الي البيت محملة بما اشترته من فساتين، وحقائب، واحذية، وحلي، وماخف وزنه وغلا ثمنه.
ومع ذلك لا يحتج أو يشكو، بل يدفع لها كل ماتريد عن طيب خاطر.
ويتساءل.. هل يغضبها تأخره عن البيت، ولكنه لايفعل هذا إلا نادرا، وعندما يستدعيه مريض إلى العيادة ليلا، فهي تعلم أن عمله كطبيب يقتضي منه أن ينجد المرضى، وينقذهم ويسارع إلى اسعافهم كلما دعوه إلى هذا الواجب الإنساني المقدس.
وكما أنها لم تشك من قبل عن خروجه احيانا في منتصف الليل ليلبي نداء تليفون ينقل إليه صرخات الالم، وشكوى مريض وانينه.
كلا.. ليس هذا مايغضبها؟
هل هي غاضبة من امه، لكنها تعلم أن أسرته جميعا في المنصورة، ولا يراها إلا مرة واحدة في السنة.
ولم يحدث أن تدخلت أمه في حياتهما الزوجية، او أرادت أن تفرض عليه أو عليها شيئا ما، بل على العكس ترسل لهما الهدايا الوفيرة من السمن البلدي، والفراخ، والحمام، وانواع السمك التي لايستطيع الحصول عليها في القاهرة.
اذن.. لماذا.. سميرة غاضبة.. انها تخلق من الحبة قبة، وتتصيد أسباب الشجار، وقد أصبحت عصبية إلى أقصى حد.. حتى يخيل إليه احيانا أنها شارفت على الجنون!
جحظت عيناه، ونفث دخان سيجارته المشتعلة بتأوه.. قائلا: لايمكن أن يكون وصل الى علمها اية همسة أو حتى اشاعة، فهو لا يقابل كريمة إلا في الخفاء، وبعد أن يتأكد تماما أن أحدا لا يراقبه وهو يصعد إلى الشقة الخاصة التي استأجرها وجعلها عشا صغيرا للقاء كريمة.
ويحدث نفسه.. بأن زوجته سميرة صريحة، وعصبية، فهي لاتستطيع أن تكتم شيئا في صدرها، فلو علمت بهذا السر، لطلبت الطلاق أو حطمت فوق راسه الدنيا وماعليها.
أنها اذن الحاسة السادسة، ولا شك هي التي تبث القلق في صدر سميرة، ولابد أن احساسا خفيا بداخلها، بأنه لم يعد زوجا مخلصا، وفيا كما كان من قبل.
وانتهت الحيرة به، واتخذ القرار الحاسم وهو ان يقطع علاقته بكريمة، واستغفر الله، وتاب إليه..
لكن شراسة سميرة وشجارها لم ينقطعا، ووجدها تطلب الطلاق.
ولما سألها عن السبب.. اجابته في صراحة مذهلة.. لانها تحب شخصا آخر، وتريد أن تتزوجه.
ارتعدت أطرافه، وتملكته قشعريرة يسألها..
كيف أحببت هذا الشخص
فاجابته في هدوء، لانها أرادت ان تنتقم من علاقته بكريمة الرقاصة، وحاولت أن تخونه، ولكن الخيانة والانتقام تحولا إلى حب!