تمثل قضية الأمية تحدي كبير نحو تحقيق التنمية المستدامة حيث تعتبر أحد المعوقات الكبيرة لما لها من تأثير سلبي علي المجتمع فالأمية أفة شديدة الخطورة تعيق مسار التنمية الإجتماعية والإقتصادية لذلك فالقضاء علي الأمية الهجائية يمثل تحديا كبيرا علي المستوي القومي .
فالأمية الهجائية في المفهوم التعليمي مظهر سلبي يؤكد ذلك العلاقة الطردية بين إرتفاع نسبة التعليم بين السكان كبار وصغار وبين التقدم بمعناه الشامل و العكس صحيح ، لذلك كان اللجوء الي لمدخل التنموي التمكيني كأحد الإستراتيجيات الجديدة لمحو الأمية ومن خلاله يتم ربط التعلم بإتقان حرفة أو مهنة تحقق جانب إقتصادي للدارس حتي يشعر بأن الوقت الذي يقضية في التعليم له مردود إقتصادي عليه وعلي أسرته .
ويتلخص ذلك في أن يشارك الميسر مع الدارس في إعداد المادة التعليمية؛ لأن الأمي ليس جاهلاً، ولكن لديه خبرة يجب أن نبني عليها، وهذا ما أكده العالم باولو فريري الكبير لديه المدلول، وينقصه الرمز فيجب أن ننسج على ما لديه من مدلول؛ حتى نعلمه الرمز “، أي أن كل دارس يتعلم وفق خبراته، وسرعته في التعلم، وبذلك نستطيع أن نتغلب على مشكلة إحجام الدارسين عن القراءة والكتابة، وكذا الارتداد إلى الأمية.
وتؤكد الإحصائيات الرسمية أن الأمية أنثوية ريفية وفق ما جاء في التقرير الإحصائي للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء لعام 2016 حيث بلغت نسبة الأمية في الفئة العمرية 15 سنة فأكثر، في الذكور (40%) بينما بلغت النسبة في الإناث (60%) وبيانها كالتالي: ذكور (23.2 %) ، والإناث (34.6 %) بإجمالي (29.0 %) وبحسب مركز معلومات الهيئة العامة لتعليم الكبار حتى 2022/12/31 فإن النسب تشير إلى أن نسبة الأمية في الفئة العمرية 15 سنة فأكثر، كالتالي: ذكور (19.4%)، والإناث (28.3 %) بإجمالي (23.8 %).
ومن ذلك يتبين أهمية العمل بصورة جديه من أجل مواطن متحرر من الأمية، قادر على العيش والمشاركة في تنمية ذاته ومجتمعه، وتشمل ما يلي: تبني المدخل التنموي والتمكيني في تعليم وتعلم الكبار، ومحاولة تعليم الدارس حرفة بجوار تعليم القراءة والكتابة، ولأن الأمية أنثوية ريفية، فيجب التركيز على الإناث عصب التنمية في مجتمعاتنا العربية، خاصة في القرى والنجوع، والريف بشكل عام، بجانب الاعتماد على التكنولوجيا في ملف تعليم الكبار كمطلب من مطالب تحقيق التنمية المستدامة وهو الأمر الذي فطنت له وزارة التضامن الإجتماعي فأطلقت مبادرة ” لا أمية مع تكافل ” الذي إتخذ من المدخل التنموي التمكيني إستراتيجية لتحقيق الهدف الأهم وهو محو الأمية .