كتب – عمر علاء
عاشقة كلبها المدلل.. ودلوعة أبيها.. رفضت كل عروض الزواج بسبب تمسكها وحبها وحرصها بألا تفارق كلبها الذي يشاركها حياتها ويستحوذ على كل اهتماماتها منذ أن تصحو من نومها، ولا تستغرق في النوم إلا وهو في احضانها تلفح أنفاسه وجهها.
كان والدها رجل الأعمال الذي يتمنى لها إنسان مناسب يستطيع بحبه وحنانه أن ينزع من قلبها عقدة حبها للحيوان، بعد أن توفيت والدتها وهي طفلة في (اللفة) وواجهت الحياة محرومة من حنان الأم ورعايتها، حتى أصيبت بعقدة فقدها لهذا الحنان وأخذت تكبر معها، وتحولت من حبها للانسان إلى حبها للحيوان.
وما إن تخرجت من الجامعة، ولايشغل قلبها حب زميل أو شاب ليشاركها الحياة أسوة بزميلاتها اللاتي يعرفن عنها حبها لقلبها الذي تصحبه في سيارتها، وتتركه حتى تعود من محاضراتها، بينما كان الأب يعذبه ويشقيه هذا المرض الذي تمكن من ابنته الوحيدة التي كان يتمنى أن تعيش حياتها كغيرها ممن في عمرها.
وفي أحد الأيام تقدم شاب وجد فيها مايبحث عنه كل عريس فهي مثقفة وحاصلة على شهادة جامعية، وتتمتع بانوثة طاغية، ووالدها ثري صاحب ملايين، والذي وجد في هذا الشاب بأنه الزوج المناسب لابنته حيث يشغل منصب في وظيفته، ووافقت هي على الزواج منه وحرص الأب أن تكون ليلة زواجها، ليلة من ألف ليلة وليلة وأقيم الاحتفال بأحد أكبر الفنادق ذات الخمس نجوم.٧
وبدأ الزوج يتردد على عروسه لاتمام الزواج ولم يلحظ اول الأمر حرصها على الا تفارق كلبها، لكنه كان يبدي عدم ارتياحه لمرافقة كلبها في كل مكان يذهبا اليه، وعندما ضاق بهذا الشريك الذي فرضته عليه اشتكى إلى أبيها من هذا الوضع الشاذ، حاول الأب أن يبرر له تعلقها بكلبها بعدما فقدت حنان امها قبل أن تتفتح عينيها.
وفشلت كل محاولات الزوج في أبعاد الكلب عنها لكنها تمسكت بالكلب وتطور النزاع إلى ساحات المحاكم وتفاقمت المشاكل بينهما، حيث ذكر محام الزوج بأن الكلب يمنع الزوج من الاقتراب أو الإمساك بالزوجة وذلك لان الكلب يهجم على من يمسك أو يقترب من صاحبته ويمنعه الاقتراب منها أو ملامستها.
حكمت المحكمة بالنفقة لها ومن مسكن وطعام، ورفضت حق الزوجة في نفقة الخلوة لوجود كلبها معها!
