حريق كوم امبو اليوم .. كلاكيت للمرة العشرين !
* شب اليوم حريق هائل فى احدى شوارع كوم امبو فى محلات تشبه البوتيكات .. ثم انتقلت النيران الى عمارة مجاورة فاحرقت حوالى خمس وحدات سكنية حرقا كاملا .
* طبعا .. كعادتنا التى نتبعها من منتصف سبعينات القرن الماضى نبحث فى من الذى كان سببا فى هذا الحريق .. والى من تشير اصابع الاتهام .. وياترى من الذى سيعوض هؤلاء المساكين سواء اصحاب البوتيكات او اصحاب الوحدات السكنية .. وياترى سيتم اعادتها مكانها أم فى اى مكان اخر .. وياترى الناس الغلابة اصحاب هذه البوتيكات مذنبون ام ضحايا حكومات فاشلة .. وهكذا !
* طبعا .. لو كانت ادارة الدول بهذه الطريقة .. فالموضوع سهل جدا .. واى واحد فى اى مستوى يمكن ان يأتى ويدير دون اى عناء !!!
* انما ادارة الدول الحقيقية والصحيحة تبدأ باحترام الحكومات لشعوبها .. وتتعامل معهم على انهم اصحاب الحق الاصيل فى ان يعيشوا سعداء مرفهين منعمين بما افاء الله عليهم من نعم يملكونها و تحت اقدامهم .
* ويوم ان تتعامل الدولة مع شعبها على انها التاجر مالك كل شىء والشعب ماهو الازبون يشترى .. وتطبيق نظرية (((اللى ممعهوش .. ميلزمهوش ))) فقل على اى دولة بهذه السياسة السلام .
* مدينة كوم امبو هى جزء من وادى كوم امبو ذالك المشروع الزراعى الذى اخذته شركة يهودية من الحكومة المصرية سنة ١٩٠٣ بمساحة تقريبية ٦٠ الف فدان امتياز لمدة ٩٩ سنة .
* وفعلا استصلحته بعرق المصريين سواء كان باجر او بملء البطن او مجانا سخرة .. اى ماكان .
* الخلاصة .. وللامانة التاريخية نستطيع ان نقول ان هذه الشركة صنعت فى هذا الوادى من الفسيخ شربات .
* وانا اثناء دراستى باحدى مدارس كوم امبو من سنة ١٩٧٠ الى ١٩٧٣ كانت مدينة كوم امبو عبارة عن لوحة فنية مرسومة بريشة فنان عبقرى لما بها من رونق وجمال .
* حينما تم بدء العمل فى استصلاح هذا الوادى وبناء مدينة كوم امبو سنة ١٩٠٣ كان تعداد سكان مصر الكلى من اعلاها جنوبا الى ادناها شمالا ومن شرقها الى غربها فى حدود ١٠ مليون نسمة …اييييوه .. (((عشرة ملايين نسمة فقط لاغير )))
* يعنى انظر انت واحسب كم سيكون تعداد سكان مدينة كوم امبو من هذا العدد حينها !!!؟؟؟
* اليوم .. تعداد مركز كوم امبو لوحده يتعدى ٢ مليون نسمة .. اييييوه .. اثنين مليون نسمة تقريبا.
* طيب .. وياترى .. كم اصبحت مساحة مدينة كوم امبو مع هذه الزيادة منذ تاريخ انشائها وحتى الان !!!؟؟؟
* لاشىء !!!!
* لذالك .. ماتم اشتعال النيران فيه اليوم .. وقبلها فى زات المكان بشهور .. وقبلها خلف مبنى الاصلاح الزراعى نفس الشىء وكلها اماكن ينطبق على اشغالها مقولة ( ابغض الحلال ) يعنى ناس تريد ان تأكل عيشها بعرقها وحلال ولكن فى المكان الخطأ يعتبر تقصير واضح جدا من كل الحكومات التى تعاقبت بعد ذالك وخصوصا مابعد عام ١٩٧٥ .. اى مابعد مايقولون عنه سلاما مع اسرائيل .. يعنى .. لاتوجد حجة ان اقتصادنا اقتصاد حرب !
* وهنا ممكن واحد يسأل .. طيب .. وماالذى كان يمكن ان تفعله الحكومات لتفادى ذالك ؟؟؟
* اقول لك ياطيب القلب يامحترم .
* لو كان هناك حكومات ((( سياسية .. تقنية .. زات تخصصات ))) تحترم شعبها وتقدره وترعى مصالحه كما يقسمون فى القسم من عام ١٩٧٥ .. وبعد ان خرجنا من معادلة القوة العسكرية تجاه اسرائيل بشعار السلام .. كان زمان وادى النقرة والذى مساحته ٦٥ الف فدان ( خمسة وستون الف فدان ) توأم هضبة وادى كوم امبو القديمة .. وكان تم تصميمه صورة طبق الاصل من الوادى القديم بمعنى مدينة كوم امبو الجديدة وقرى المركز بالكامل جديدة مكررة هناك .
* يعنى كان سيكون عندك حوالى ١٣٠ الف فدان بسكانها على مختلف التخصصات والمصالح الحكومية والاهلية .. وبالتالى فان العائد الاقتصادى والاجتماعى والانسانى كان سيكون افضل مليون مرة مما هو عليه الان !
* انما .. طالما الحكومات استسهلت واشتغلت تاجر فى موارد الدولة والشعب ماهو الازبون عندها .. فانتظرووووا المزيد من حريق كوم امبو الذى وقع اليوم .. ولله الامر من قبل ومن بعد !!