يتسأل البعض عن حقيقة ما يطالب به أبناء النوبة بالعودة الي النوبة القديمة ، ويري البعض أن هذا المطلب غير مبرر وربما لا يعرف هؤلاء ما قدمه أبناء النوبة من تضحيات لهذا الوطن فلا مجال للمزايدة علي وطنية أبناء النوبة و مصريتهم الخالصة ، و لمن لا يدرك كم المعاناه و التضحيات عليه أن يتخيل انه يترك أرضه و زرعه و ذكرياته وحضارته من أجل أن يحدث تغيير إيجابي وتنمية ” السد العالي” ولنعرف اكثر أستعرض ما مر به أبناء النوبه من هجرات وكانت بداية هجرة أول نوبي مع بناء خزان أسوان عام 1902 الذي ارتفع معه منسوب المياه خلف الخزان ليغرق عشر قري نوبية وتحمل أهالي هذه القري وحدهم آثار بناء الخزان وقاموا بالهجرة طواعية ودون طلب من أحد فانتقلوا إلي قري في البر الغربي وإلي مختلف محافظات الجمهورية, وبعد ذلك حدثت التعلية الأولي للخزان عام 1912 وارتفع منسوب المياه وأغرق ثماني قري أخري هي قورته والعلاقي والسيالة والمحرقة والمضيق والسبوع ووادي العرب وشاترمه, وبعد ذلك جاءت التعلية الثانية للخزان عام1933 وأغرقت معها عشر قري أخري وفي الخمسينيات بدأت الدراسات لإقامة السد العالي وتم ترحيل أهالي النوبة خلف السد عام 1963 إلي هضبة كوم امبو وكانت لهجرة أبناء النوبة تبعات فقد بدأت مشاكلها مع بداية الحصر عام1960 الذي صنفهم ما بين مقيم ومغترب وتم نقل42 قرية بنفس أسمائها القديمة وأقيمت وحدات صحية وتعليمية وتم امدادها بالمرافق التي لم تكن موجودة في النوبة القديمة وهناك شكوي حاليا من أن البيوت لم تعد تتناسب معهم خاصة أن الأبناء يحتاجون إلي مساكن جديدة فبعد أن كانت تعيش الأسرة في بيت لا تقل مساحته عن الألف متر مربع بخلاف الأرض الواسعة التي كانوا يمتلكونها أصبحت كل أسرة تمتلك بيتا مكونا من حجرة واحدة أو أربع حجرات علي حسب عدد أفرادها.
ومع مرور السنوات و تمسك أبناء النوبة بحقوقهم المشروعة و المنطقية وإعتراف الدولة بذلك والنص علي ذلك في الدستور المصري ومع تولي السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي بدأت بشائر تلوح في الأفق لعودة حقوق أبناء النوبة وإنا لمنتظرين .