في الحياة متناقضات تحتاج منا إلي التفكير فيها بوعي و إدراك لحقيقتها و جوهرها و إستخلاص ما بها من دروس و عبر ،و بفهم هذه المتناقضات يمكن أن يكون لدينا القدرة علي الإبتعاد عن الفزع والهلع عندما يمر بنا تغير لم يكن في الحسبان ،أو طارئ غير متوقع لأسباب خارجه عن إرادتنا وعن منهجنا وأفكارنا وقيمنا التي نؤمن و نتمسك بها .
متناقضات الحياة و دراستها فيها من الدروس الكثير لعل من أعظمها أن بعد كل عاصفة وبعد كل ما هو مفزع وبعد كل خطر حقيقي بداية جديدة وميلاد جديد ، طوفان نوح الذي أغرق كل شيء ولد بعده عالم جديد ،البراكين التي تثور فتدمر وتحرق هي في حقيقتها تخرج من باطن الأرض كنوز وثروات ما كان الإنسان ليصل إليها بجهده.
الأمطار التي تغرق تصير في نهايتها أنهار تنساب بالخير والنماء ،الرياح التي نتواري منها ونفزع تحمل حبوب اللقاح و تسير بها السفن في البحار ، هكذا تماما ما يلحق بنا من مواقف نراها تحمل الهم والغم والشعور بالأسي تولد كبيرة فتحدث إضطراب و فزع ثم تتلاشي تدريجيا ينجو منها من يتعامل معها بأنها أمر واقع لا مفر من التعاطي معه وتجنب نتائجه السلبية وإستخلاص دروس مستفادة تكون خبرات لما هو قادم من أيام .
الأمر لا يحتاج إلا الي الثقه بالنفس و الإتزان النفسي و إيمان كامل بقدراتنا وما لدينا من قيم ومبادئ وخبرات و لنعلم جيدا إن النظر للخلف بداية النهاية.