أخبار عاجلهتقاريرحوادث

حكاية زوج يعشق الخيانة

كتب- عمر علاء

كانت تجلس كل مساء يدور بينها وبين الليل حديث صامت طويل ينتهي بدموع تنذرف على وجنتيها، دموع توجع قلبها.. تجعلها تعيش أسيرة أحزانها.

قررت الذهاب إلى المحكمة وتقطع الطريق في صبر، فهذا خير لها من أن تصبر على زوج لم يعشق في حياته سوى الخيانة.

اتخذت من أحد أركان المحكمة مكانا لها في انتظار النطق بالحكم في قضيتها، وبعين أحورارية تشاهد جموع الزوجات والأزواج، وكأنها مظاهرة ضد الحياة والاستقرار، تملكتها حالة من القلق، وسيطرة عليها غفوة تذكرت فيها شريط حياتها مع زوجها الذي أحبته وهي تعيش في حزن شديد بعدما فقدت والديها في عامين متتاليين، وعندما كانت طالبة بالجامعة، وفجأة وجدت نفسها في العراء بلا أسرة تعيش في دفئها أو تخاف عليها، وكلما عبرت سنة دراسية بالجامعة لاتفرح فمن سيقدم لها التهاني ويتمنى لها نجاح العمر كله.

ووسط هذا الجو الذي عصف بأحلامها وجدت من يعيرها اهتمامه، لم يكن ابن الجيران أو زميلا لها بالجامعة لكن ابن خالتها الذي وجدت نفسها تنجذب إليه فلعلها تجد مايعوضها عما لاقته من عذاب ووحدة.

وقال لها بأنه سيتزوجها قي شقة والديها حتى ينتهي من تأثيث شقته الفاخرة، لم تعترض وطلب منها أن تترك دراستها بالجامعة فقلبه هو شهادة الأمان لها.

ونسج خيوطه حولها ونجح في الاستيلاء على بعض من اموالها التي ورثتها من والدها، بحجة انه سيشتري سيارة أجرة يعمل عليها بعد الظهر، فلم تبخل عليه وسلمته كل شيئ بداية من قلبها وحتى كل ماتمتلكه، كل

هذا ولم تعلم بأنه سوف يذبح أنوثتها.

وفي أحد الأيام قال لها بأنهما سيقضيان اليوم عند والدته (حماتها) ولولا الصدفة التي لعبت دورا مهما في كشف خيانته لها لظلت العمر كله مخدوعة، فبعد أن توجهت إلى منزل حماتها تذكرت الهدية التي اشترتها لها، وعادت بسرعة لتأخذها، أحست وهي تفتح باب الشقة برائحة عطر تفوح من الداخل وتملأ ارجاء الشقة، وشاهدت مالم تتوقعه، حيث امرأة في أحضان زوجها وفي غرفة نومها.

انطلقت منها صرخات مدوية، تسبقها دموعها، وتملكتها رعشة شديدة، بعدما علمت بأن ليست هذه المرة الأولى التي يأتي الزوج بامرأة في حالة عدم وجودها بعد أن يقنعها بالذهاب إلى والدته وسوف يلحق بها.

أفادت الزوجة على صوت محاميها يهمس في اذنيها بأنه جاء الدور على قضيتها.

استجمعت قواها ووعيها وهي تستمع إلى النطق بالحكم حيث قضت محكمة الجيزة للأحوال الشخصية بتطليقها من زوجها طلقة بائنة للضرر، وعدم التعرض لها في أمور الزوجية.

وعادت الزوجة من حيث انتهت.. دموع لاتفارق عينيها وأحزان تمضي معها كأنها رفيقة حياتها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: