ذكر مختصون في علوم الأوبئة أن هدف تحقيق مناعة جماعية بالاستعانة باللقاحات أصبح بعيد المنال بالرغم من أهميتها في الحد من انتشار فيروس كورونا. و أرجع الخبراء ذلك الأحتمال الي قدرة المتحور دلتا الهائلة على الانتشار وإمكانية إصابة مكتملي التلقيح بها وهو ما دفع مزيدا من البلدان إلى التفكير في إعطاء جرعة معزِزة.
يقول عالم الأوبئة ميرسيا سوفونيا لوكالة الأنباء الفرنسية “إذا كان السؤال هو: هل سيسمح التطعيم وحده بتراجع الوباء والسيطرة عليه؟ فالجواب هو لا”.
ويضيف أن في الواقع “هناك عاملان يلعبان دورا: مدى شدة عدوى الفيروس وفعالية اللقاح في مواجهة العدوى. وهذا لا يكفي”.
تُعد المتحورة دلتا السائدة حاليا أكثر قابلية للانتشار بنسبة 60% من سابقتها ألفا ومرتين من الفيروس الأساسي. ولكن، كلما اشتدت عدوى الفيروس، زادت العتبة اللازمة للمناعة الجماعية التي يتم الحصول عليها من خلال اللقاحات أو من خلال العدوى الطبيعية.
يشرح عالم الأوبئة أنطوان فلاهولت لوكالة الأنباء الفرنسية “على المستوى النظري، إنها معادلة يسهل احتسابها”. ويمكن احتساب ذلك انطلاقا من عدد التكاثر الأساسي للفيروس (المشار إليه برمز R0)، وهو عدد الأشخاص الذين يصيبهم الشخص المصاب في حالة عدم وجود تدابير لتجنب العدوى.
و أضاف البروفيسور فلاهولت: “ما يوصي به العلماء هو تحصين أكبر عدد ممكن من الناس”.
أولا، ما زالت اللقاحات فعالة للغاية في الوقاية من الأشكال الحادة للمرض وتجنيب المرضى دخول المستشفى. وثانيا، فهي توفر حماية جماعية لأولئك الذين لا يستطيعون الاستفادة من التطعيم ممن لديهم ضعف في جهاز المناعة بسبب مرض آخر (السرطان أو الزرع، على سبيل المثال).
وثالثا، يظل من الممكن “تحقيق مناعة جماعية، ولكن ليس فقط عن طريق التطعيم”، حسبما يرى ميرسيا سوفونيا.
وهذا يعني، كما يشرح، الاستمرار في وضع “قناع الوجه وأشكال التباعد الاجتماعي، لا سيما في مناطق معينة” للحد من انتشار الفيروس ومن ثم تقليل المخاطر قدر الإمكان.