عُـدْ أيها الحبشى.. شعر بقلم: بدرى شحات قرقار
عُـدْ أيها الحبشى
ومن أغــراك أنـَّــا أيــُّــهـَــــا الحـبــَشِىْ
سنــركـــعُ يـا جَـهــولا سَاقـهُ العَــجَـلُ
فـمـَــــا مِــنْ نملــةٍ هَـــــزَّت قــوائِــــمَهَــــا
لكـى تـَعـــلـو بــِـــهَـــــا يـتـأثُّــر الـجَــبَـــلُ
فـعُـد عـمَّــا بـــه ساقـتــكَ مَن دَفـعَتْ
بكم فى الـنَّـارِ كى تـفـنـُوا وَتـقـتـِلـوا
فنحنُ الــنــَّار والطوفانُ إن خـَرَجَـت
جَحَــافِـلــُـنـَـــا فــَلـيـسَ لــِمُـعـتـــدٍ أمـَـلُ
فهل سَـاءَلــتَ قبل اليوم ِ عَن جـيـشٍ
وَعن شعــبٍ أصيــــــلٍ كلهـُـــم بـَـطـــلُ
وَهل سَاءلتَ قــبـــلَ اليومِ عَن أسُــــــدٍ
إذا زأرُوا فــإنَّ الـكــــــونَ يـشـتـعـــــلُ
وهل سَاءلتَ مَن سَاقـوكَ كَــم دَفـعُـوا
وَكم عَجَزُوا وَكم خَارُوا وكم فَـشلــُوا
وهل سَاءَلتَ كَم فِى أرضنا دُفــِـنـُــوا
مِنَ الغــَـــازيـــنَ لــمَّــا هُــمْ بــِــهـا نـزلـــُــــوا
وهل سَاءَلتَ عَمَّن أعجَــــــزُوا الــدُّنيـَــا
وَصَارُوا فـِـى مَـنـاكـِبِـهَـا هُـمُ المَـــثـــــَلُ
وَهلْ سَــاءلتَ كم لـلـنـِّيــلِ مِــنْ مَعَـــنًى
يُساوِى الرُّوحَ لو ضَلَّتْ بــِه الـسُّـبُـلُ
فهـــل يــَــأتى زَمـَــــانٌ لا يــمُــرُّ بــنـَــــا
ولا فــِى ضِفـتـــَيــــهِ الشـَّـهـــدُ والــعَـسَـلُ
ولا يحــلـــُو إلــى السُّمَّـــار صُـحــبُتهم
ولا لــيــطـِــيــبَ قــــــولٌ كـُـلـه غَـــــــزلُ
فـهـذا مُـسـتـَحِـيـــــــلُ أنْ يـُـرَاودَنـــَـــــــا
ولــو قـــد كَان فــِــــى هَـذيـَـانـِـنَـا حُــلـُــمُ
فـعُـدْ يَا أيــُّـهَـــــــا الحـبــَشِـىُّ إنــسَــانــــًــا
نبـِيــلا تُــــــعْــلِــهِ الأخــْـــــلاقُ والمُـــثـــــُــلُ
فــهَــذا الـنـِّيــلُ قـــــــدْ أجْـــرَاهُ خـالــِقـنــا
وقسَّـمـهُ بمـحْــــضِ الــعَـــدلِ لا هُـــــبـَـلُ
وصارت سُــنـَّـة الـجـَـبَّار فــِى الـدُّنـيـا
لـنــا مَـثــلا وَكـــمْ فــيــهَـــا لــكــُـم مَـثــلُ
فــلـيـس يَـحِــيــقُ مكـرٌ ســيِّـئٌ أبــَــدًا
ســــوَى بالماكـِـريــنَ ومَن لـهُـم غـَــــزلـــُوا
شعر : بدرى شحات قرقار