أثارت تصريحات وزيرة الخارجية الإسبانية فيما يخص سبتة ردود فعل غاضبه أدت لوقوع إشتباكات في سبته بين مغاربة و أسبان ، و تتطلع حكومة مدريد المركزية على وساطة العاهل الإسباني لدى الملك محمد السادس نصره الله من أجل طي الأزمة الدبلوماسية بين البلدين الجارين.
وكشفت الصحافة الإسبانية، أمس الأربعاء، أن العاهل الإسباني فيليبي السادس ينتظر “الضوء الأخضر “من رئيس الوزراء الإسباني للتوسط في الأزمة الحالية بين مدريد والرباط، وفق معلومات حصلت عليها صحيفة “إلموندو” من مصادر إسبانية.
في الصدد ذاته، أكد مصدر دبلوماسي أن تداعيات الأزمة مع إسبانيا تحظى بمتابعة ملكية رفيعة المستوى، مشيرا إلى أنه بعد استدعاء كريمة بنيعيش، سفيرة المملكة المغربية في مدريد، للتشاور سيتم “تقييم العلاقات بين البلدين واتخاذ الخطوات المناسبة”.
وعبر المصدر الدبلوماسي ذاته عن انزعاج الرباط من تدنيس العلم الوطني المغربي أمام السفارة في مدريد، وما رافق ذلك من شعارات وصفت الأحداث التي جرت في سبتة المحتلة بمثابة “استعمار مغربي”.
واستنجدت حكومة سانشيز بالعاهل الإسباني بالنظر إلى أواصر الصداقة الشخصية التي تجمع بين العائلتين الملكيتين في الرباط ومدريد. وقالت مصادر إسبانية إعلامية إن العاهل فيليبي السادس ينتظر موافقة “قصر مونكلوا” للدخول على خط الأزمة الدبلوماسية مع المملكة المغربية.
وكان العاهل الإسباني أجرى، الثلاثاء الماضي، اتصالا هاتفيا مع رئيس الوزراء بيدرو سانشيز، لبحث “خطوط العمل” لمعالجة الأزمة المتواصلة بين مدريد والرباط منذ استقبال زعيم البوليساريو، إبراهيم غالي، بجواز سفر وهوية مزورين دون إخبار السلطات المغربية.
ويعود آخر اتصال مكشوف بين العاهل الإسباني وملك المغرب إلى العاشر من أبريل 2020؛ عندما اتصل فيليبي السادس بالملك محمد السادس لتبادل المعلومات والتشاور حول فيروس “كورونا”. وقبل ذلك كانت هناك اتصالات بين الملكين، منها ما يعود إلى 12 مارس 2020 بخصوص قرار تعليق الرحلات الجوية والبحرية من وإلى إسبانيا.
وبعد زيارته إلى مدينة سبتة المحتلة، أعلن سانشيز أنه سيطلب من العاهل الإسباني التدخل لتقديم الدعم اللازم لسبتة ومليلية وزيارتهما. وفي حالة إقناع رئيس الوزراء الإسباني الملك فيليبي بإجراء هذه الزيارة فإن تداعيات الأزمة قد تأخذ أبعادا تصعيدية أخرى.