أخبار عاجلهتقاريرفنون

التأثيث الحضري والمعاصر في محيط المتحف المصري الكبير

  • كتب: دكتور أشرف فتحي
  • أستاذ الفنون والديكور
    فن الديكور من الفنون الهامة والتي تعني بالتثقيف البصري لخدمة المجتمع، وفي هذا الإطار وبكلية الفنون الجميلة – جامعة حلوان بقاعة العرض الكبرى تم افتتاح معرض الاستاذة الدكتورة/ هالة محمد حسنين – أستاذ مساعد العمارة الداخلية بقسم الديكوربعنوان”التأثيث الحضري والمعاصر في محيط المتحف المصري الكبير” والذي يحتوي على عديد من التصميمات والأعمال الهامة والتي يمكن من خلالها إثراء كلاً من مجاليالأثار والسياحة. والتي تظهر أيضاً أهمية فن الديكور والتثقيف البصري لإثراء المشاريع القومية الكبرى.
    وقد افتتح المعرض تحت رعاية الأستاذ الدكتور/أحمد هنو- عميد الكلية والأستاذ الدكتور/أمنية يحيى وكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع، والأستاذ الدكتور/ عمر سامى- وكيل الكلية لشئون الدراسات العليا والبحوث وقد شرف المعرض حضور الأستاذ الدكتور/أشرف رضا الرئيس التنفيذي لمجمع الثقافة والفنون – جامعة حلوان وكلا من السادة الأساتذة الدكتور/عليه عبد الهادي والأستاذ الدكتور/ محمد العلاوى والأستاذ الدكتور/ جودت نصر والأستاذ الدكتور/ محرم عثمان ولفيف من أعضاء هيئة التدريس والعديد من المهتمين بالعمارة الداخلية والفنون التشكيلية. حيث أحتوى المعرض على لوحات تجمع بين الدراسات التحليلية والتصميمية.
    ونقلاً عن د. ناصر البدري مدير العلاقات العامة بكلية الفنون الجميلة بالقاهرة
    تذكر الدكتورة الفنانة / هالة محمد حسنين: أن المتحف المصري الكبير من أهم المشاريع الثقافية التي يترقبها العالم والمتوقع افتتاحه عام 2021، بالتزامن مع تطوير الأعمال الداخلية التي قاربت على الانتهاء سواء داخل المتحف أو في المنطقة المحيطة به واستكمالًا على ما تم تقديمه من معارض سابقة للدكتورة/ هالة محمد حسنين لتطوير منطقة الأهرامات ومحيط المتحف المصري الكبير. وهي كالآتي:
    – المعرض الأول عرض “تصميم مجمع البازارات في منطقة استقبال الوفود السياحية” في النطاق الانتقالي لمنطقة الأهرام الأثرية على مدخل طريق الفيوم…
    – المعرض الثاني عرض “إعادة توظيف وتصميم مطار سفنكس الدولي وقاعة كبار الزوار” بشكل يتلائم مع قربه من الأهرامات والمنطقة الأثرية.
    لتقوم بتقديم معرضها الثالث في سلسة “معارض التطوير” في هذا المجال الخصب من التصميم الإبداعي، والمهدى بصفة خاصة إلى هيئة التنسيق الحضاري بمحافظة الجيزة وإلى السادة القائمين والمسئولين عن تلك المشروعات القومية، وقد قامت سيادتها أيضاً من قبل بإهداء أعمال المعرض الأول والثاني الى وزارة الأثار ووزارة السياحة.
    وتستكمل هذه السلسلة بمعرضها الحالي والذي يعد من أعمال مشروعات التأثيث الحضري القائمة على توظيف العلامات الهيروغليفية برؤية تشكيلية معاصرة في إضافة جديدة وتجربة مبتكرة في تصميم عناصر التأثيث الحضري المعاصر، حاملاً سمات الكتابة الهيروغليفية، ممثلة في العلامات ذات التعبير البصرى والثقافي في الحضارة القديمة تزامناً مع المراحل القريبة من قرب افتتاح المتحف الكبير،
    وذلك من خلال تصميم ابتكاري ضم عدداً من مناطق الجلوس المفتوحة المنفردة والمجمعة في تكوينات تنسيقية للأماكن المخصصة لها في الفراغات المحيطة بالمتحف الكبير مع تشكيلات نحتية ومائية تعبر عن رسالة تثقيفية غير مباشرة حول سمات الكتابة القديمة باستخدام الرموز الهيروغليفية في تكوين معاصر متناغم من خلال عناصر التصميم في الخط والشكل والتكوين واللون لتعطي رؤية متميزة باستخدام منهج التثقيف البصرى للزائرين بمفهوم “لغة التثقيف بالفن” مع دمج للتقنيات الحديثة في عناصر التأثيث كنهج باستخدام الخامات الحديثة ذات البعد البيئي.
    ويطرح المفهوم الفلسفي في التصميم فكرة توظيف العلامات الهيروغليفية لتثقيف غير مباشر عن مفهوم ومعني حضاري باستخدام الخط الهيروغليفى في بيئة أثرية بأسلوب معاصر يسمح برؤية بانورامية مميزة عن طريق الربط البصرى بين المناطق التراثية من أهرامات ومعابد ومتاحف وبين تكوينات وتشكيلات من الكتل ترمز الى العلامات التي تم توظيفها في صورة مقاعد ومجموعات من الجلسات وعناصر مائية شملت نافورات وأحواض للزهور تثرى اللوحة البصرية للمكان مما يساهم مع الرؤية القومية لمصرفي استعادة وضعها بالمكانة التي تليق بها على خريطة السياحة العالمية واستعادة روادها من عشاق الفن والحضارة المصرية القديمة.

  • أما عن الرؤية الاستراتيجية للمشروع فهي ربط منطقة آثار الأهرامات بفاعليات افتتاح المتحف المصري الكبير وتواجد ممشى على مساحة نحو 2 كيلومتر طول وعرض بمساحة نحو نصف كيلومتر يشمل المسافة من موقع المتحف الكبير وصولا الى أهرامات الجيزة، أخذا في الاعتبار بانه تم حالياً إخلاء منطقة نادى الرماية بمعدل تنفيذ بلغ 50% حيث من المتوقع كامل الإنهاء في مارس 2021، فضلاً عن تجهيزات عمليات الإعداد والإخراج النهائية للاحتفالية مع أكبر ثلاث شركات عالمية في ذلك المجال التسويقي العالمي.
    والمشروع المقدم في المعرض الحالي للدكتورة/ هالة محمد حسنين، روعي فيه المعايير الدولية لمنظمة اليونسكو العالمية التي تضم ثلاث منظمات للحفاظ على التراث هي: الإيكومس المسئولة عن مواقع التراث الثقافي، وكذلك الاتحاد الدولي للحفاظ وصون الطبيعة، وأخيرا منظمة الإيكروم التي تقيم أهمية وحالة سلامة الحفاظ على الممتلكات الأثرية، ومصر تخطط مشروعاتها القومية بمراعاة تلك المعايير التي فرضت لحماية التراث وتم مراعاتها في تصميم مشروع المعرض الثالث في سلسة معارض التطوير.

  • ومما لاشك فيه أن أهمية هذه التجربة التصميمية ذات القيمة المضافة لحركة السياحة في مصر والرؤية الإبداعية لها تظهر من خلال رفع كفاءة تفعيل النشاط السياحي في ضوء القيم التراثية المحيطة.
    وعن أهداف المشروع فهي المحافظة على الهوية التراثية للتنسيق الحضري لمنطقة الأهرامات ومناطق الخدمات المحيطة بالمتحف بصورة معاصرة لإعطاء رسالة ثقافية للزائرين ترسخ التراث الحضاري المصري في تطبيقات مبتكرة لعناصر التأثيث والتنسيق الحضارية، وإضافة تصميمية مبتكرة معاصرة تساهم في تحويل المنطقة المحيطة بالحرم الأثري بالمتحف وهضبة الأهرامات إلى متحف مفتوح ذات سمات مميزة عصرية، معبرة عن الحضارة المصرية القديمة في أزهي صورها وتشكيلاتها الفنية الغنية بسمات الفن المصري والتي لا تتواجد في أي من المتاحف العالمية ليصبح المتحف المصري الكبير والمناطق المطورة المحيطة به من أندر المناطق السياحية في العالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: